في صبيحة اليوم ما قبل الأخير من شهر كانون (30 ديسمبر)، تحديدا في عامي الأخير من المدرسة الإعدادية، تلقيت رسالة من تشارلن على الساعة الثانية عشرة و النصف يقول لي فيها:" لنلتقي غدا في منزلي صديقي إيريا سنقيم حفلة رأس العام الجديد هناك ستبدأ على الساعة السادسة مساءً و أريد أن أذهب معك ما رأيك؟"


قرأت الرسالة و أنا مغمورة بالفرحة و الحماس و أجبته برسالة تقول: "حسنا لا مشكلة."


بعدها ذهبت لأتناول فطوري بسرعة و أغير ملابسي و أرتب سريري لأستلقي فيه.


عادة تقوم المربية بذلك لكني كنت مازلت في منزل جدتي، نعم أنا معها منذ سن السادسة و ها أنا الآن في الرابعة عشر، كنت أزور منزل والداي في العطلات و أمي بدأت تتحسن لذلك ستنتقل للعيش معنا و ربما يبيع أبي البيت القديم أو يجعله للكراء.


المهم، نظفت غرفتي بنفسي و أحضرت حاسوبي النقال و دخلت داخل الشبكة الإلكترونية لأشتري ملابس جديدة فإشتريت الكثير منها من كثرة حماسي، يا إلهي لقد نفذ مخزون بطاقة أبي البنكية سيقتلني!


و ما إنتظرت حوالي الساعة و النصف حتى وصلت كل طلباتي بعدها دخلت غرفتي و أغلقت الباب، و فتحت برنامج السكايب لأراسل إبنة عمي ساياكا لآخذ برأيها في أزيائي لأنها طالبة في معهد تصميم الازياء.


فأجابت على الاتصال و بقيت أغير الملابس تلو و الأخرى و لكن لم تعجبنا أي تشكيلة لها فقالت لي: "ما رأيك في هذه التشكيلة سأرسلها إليك بعدما أرسمها."


بعدها أرسلتها لي و كانت عبارة عن قميص قصير مزخرف أبيض اللون مع سروال جين ممزق عند الركبتين و كعب عالي مع معطف أخضر فستقي ريشي طويل و بالإضافة إلي قبعة صوفية مع بعض الإكسسوارات.


بعد تجربتي لها أبهرتني النتيجة فوافقت عليها و قدمت لي بعدها ساياكا بعض نصائح التجميل، قمت بتوديعها ثم نظرت إلى الساعة لاجدها السابعة مساءً، يا إلهي لقد حل الليل، لم اعتقد أن الوقت قد مر بهذه السرعة.


بعدها ذهبت لآخذ حماما و بعدها غيرت ملابسي فأصبحت الساعة التاسعة تناولت عشائي و ذهبت إلى سريري للنوم.


في الصباح الباكر على الساعة العاشرة صباحا إستيقظت و رتبت غرفتي، تناولت فطوري ثم غسلت أسناني.


ذهبت إلى سرير غرفتي لأرتاح قليلا فأحضرت هاتفي و دخلت في تطبيق تويتر لأجد جميع أصدقائي يغردون حول الحفلة فقمت بالتغريد قائلة:" أتمنى أن يحدث كل شيء كما أريده."


أطفأت الهاتف و أشعلت التلفاز لأشاهد بعضا من الأفلام و المسلسلات ثم بعد إنتهائي كانت الساعة الثانية زوالا، إستلقيت متعبة على السرير ليأخذ النعاس عيناي في قيلولة.


بعدها نمت قليلا، ثم إستيقظت من قيلولتي لأجدها الساعة الرابعة فقمت بإرسال رسالة إلى تشارلن ليأتي كي يأخذني.


نهضت و غسلت وجهي و قمت بترطيبه، إرتديت ملابسي و وضعت مستحضرات التجميل و الإكسسوارات، ثم إرتديت معطفي خوذتي و كعبي العالي، لاحظت شيئا غير مضبوط في الزي فقررت نزع خوذة المعطف الريشية بما أنني أضع خوذة صوف، فأصبحت أفضل.


نظرت إلى الساعة لأجدها السابعة و لم يصل بعد، نظرت إلى النافذة حتى أراه قد أتى بسيارة والده ليقلني، نزل من السيارة و لوح لي فقمت بالتلويح له و أشرت له بإبهامي كإشارة للإنتظار.


بعدها نزلت الدرج و وصلت الباب و قلت في نفسي: "حسنا لا تفسدي الأمر."


فتحت الباب لأجده واقفا عند باب السيارة يا إلهي إنه جذاب جدا!


تمالكت نفسي و ذهبت إليه بكل برودة قلت له: "مرحبا! "


رد علي: "مرحبا... هل نذهب؟"


أجبته: "حسنا هيا أنا جاهزة."


ركبنا السيارة معا و بدأ يقود إلى منزل صديقه إيريا لنبدأ الحفلة.


"مهلا تشارلن أنت في الخامسة عشرة من عمرك، ليس لديك رخصة قيادة! "


"لنقل أن هذه الليلة إستثناء لا أريد لأحد أن يعكر الجو بيننا"


كان هو يقود في الطريق، بينما أنا كنت متكئة أنظر خارج زجاج السيارة إلى الثلج و هو يتساقط.


مر الكثير من الوقت و كان الصمت يعم المكان حتى قمت بكسره قائلة:" هل تعلم.. يقال أن الأزواج يقبلون بعضهم عند منتصف الليلة الأولى من السنة الجديدة. "


نظر إليا بتفاجؤ و رد علي بعد أن أخفى مشاعره: "إذا و ما علاقة هذا الآن؟"


أجبته:" لا شيء أردت فقط إخبارك... بالكلام عن القبل سينباي هل قبلت شخصا من قبل؟"


سكت قليلا ثم قال متبسما:" نعم. "


أجبته بتعجب:" فعلا! مع من و متى ؟ "


أجاب :" الأسبوع السابق قبلت مولود خالتي الجديد... هل تفاجأتي؟"


قلت له بكل غصب :" كم أنت أحمق..."


بعد مرور بعض الوقت وصلنا إلى وجهتنا و نزلنا من السيارة، توجهنا إلى الداخل لنلتقي بأصدقاد تشارلن و يعرفني بهم، كانو لطفاء.


شربنا، ثم بدأنا بالرقص و فعلنا الكثير حتى أصبحت الساعة الـ 23:49.


نادى علينا إيريا جميعا ليقول لنا: "مرحبا جميعا، قبل كل شيء أشكركم من كل قلبي لحضور هذا الحفل الصغير و قبل بداية السنة الجديدة سنلعب لعبة."


تفاجأ الجميع ليقول إيريا:" نعم لعبة، أولا علينا الخروج إلى حديقة منزلنا بجانب المسبح ثم سنطفؤ الأنوار، بعد سيختار كل سيبحث كل شخص عن شريكه الذي يريد تقضية العام الجديد معه، سواء كانت حبيب أو صديق أو أحد الأقرباء لا يهم، الأهم أن يمسك بيده قبل منتصف الليل لنبدأ العام الجديد."


تحمس الجميع و أصبحوا يبحثون عن رفيق يبقون معه ليمسكوا بأيديهم.


قرر الجميع من سيمسك بيدهم إلا أنا، فخطر في بالي أن أمسك بيد تشارلن نعم إنها الفكرة المثالية لكن المشكلة أن جميع الفتيات يحاصرنه.


لقد أصبحت الساعة الـ 23:58 و قال إيريا:" مستعدون سنبدأ اللعبة! "


فقلت في نفسي:" يا إلهي أين تشارلن، نظرت هنا و هناك حتى أراه مختبأ عند شجرة بجانب المسبح."


بدأ إيريا بالعد: "ثلاثة... إثنان... واحد معكم دقيقة واحدة لتجدوا شريككم قبل بداية العام الجديد."


إنطفأت الأضواء و أنا لا أرى شيئا و لا أسمع سوى أصوات الصراخ، بدأت أشعر بالقلق و أدور هنا و هناك فلم أجد تشارلن حتى رأيت ضوء هاتف عند المسبح، ركضت هناك بأقصى سرعة و قد بدأ العد التنازلي لسنة الجديدة.


" عشرة ، تسعة، ثمانية، سبعة، ستة..." ركضت بكل ما أملك حتى وصلت إلى هناك و مددت يدي اليسرى لأمسكه و لكن شعرت بأحد يمسكني من يدي اليمنى يا إلهي لقد انتهى كل شيء،" ثلاثة، إثنان، واحد، صفر،" فصرخ الجميع: "سنة جديدة سعيدة!" لتبدأ الألعاب النارية بالتفرقع في السماء لتنير الحديقة.


و لكني أغمضت عيني خفية من معرفة من أمسك بيدي، لأشعر بيد تفتح عيني و صوت يقول: "هيا انظري لا تفوتي منظر الألعاب النارية الجميلة!"


يا إلهي إنه صوته، إنه هو سينباي! نظرت إلى عينيه لأقول بتفاجؤ:" تشارلن و لكن كيف؟"


" لقد كنت أبحث عنك لأمسك يدكي حتى رأيتك تجرين في ناحية المسبح فركضت إليك لأمسك يدك."


" و لكن اذا كنت أنت هنا فمن كان عند المسبح؟ "


" اوه هذا انه لوكاس لقد أخبرته بأن يتنكر بزيي لكي لا يلاحقني الفتيات. "


"و لكن لما إخترتني أنا؟"


" ماذا؟ اممممم... حسنا لا أعلم، ربما لأننا أصدقاء منذ الصغر و أردت قضاء عام آخر معك."


نظرت إليه بدهشة، لم أكن أعلم أنه يكن لي مشاعرا مثل هذه، ظننتني الوحيدة التي تشعر بها، فبدأت الدموع تسيل لا إراديا من عيوني و قال لي بجزع" : ماذا؟! هل أنت بخير؟ هل قلت شيئا أحزننك! "


أجبته:" لا أنا أكثر من بخير...سنة سعيدة."


رد علي : "و أنت أيضا..."


نظرت للأسفل و قلت بتسرع: "تشارلن، هل يمكنني مناداتك بـ تارو. " يا إلهي ماذا قلت!


نظر إلي بتعجب و قال: "ماذا.... يمكنك بالطبع، اوه غريب لم تناديني بلقبي منذ كنا صغاراً! رغم أننا أصدقاء طفولة مقربين" ثم إبتسم


إبتسمت إبتسامة النصر ثم ذرفت دمعة و قلت :" عظيم! "


.. النهاية ..



2021/01/15 · 303 مشاهدة · 1166 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024